الوزراء الأعزاء:
هذه هي المواعيد النهائية غير القابلة للتفاوض على الصعيد العالمي. لقد كانت التقارير الأخيرة الصاردة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة والبنك الدولي واضحة جداً: نحن على وشك أن نفقد الفرصة المتاحة للإبقاء على ارتفاع حرارة الأرض ما دون الدرجتين مئويتين وبالتالي تفادي التأثيرات الأكثر خطورة الناجمة عن تغير المناخ. وكان مؤتمر دوربان قد حدد مواعيد نهائية أخرى يجب احترامها في مؤتمر الدوحة. وهي تتضمن اعتماد التعديلات التي أدخلت على بروتوكول كيوتو وإنهاء العمل التعاوني على المدى الطويل بنجاح والاتفاق على برامج العمل للمفاوضات المتعلقة بالبروتوكول لعام 2015 ورفع مستوى الطموح على المدى القريب. هيا إلى العمل أيها الوزراء، فأمامكم الكثير للقيام به. وكعادتها، لدى إيكو بعض النصائح والتلميحات التي من شأنها أن تجعل هذا الأسبوع أسهل بالنسبة إليكم.
1. لا تغشوا: فالغش لا يساعد المناخ ولا يبني الثقة
لا بد من اعتماد التعديلات التي أدخلت على بروتوكول كيوتو في مؤتمر الدوحة والمضي قدماً في الاتفاق الوحيد الملزم قانوناً بشأن تغير المناخ من أجل تحسين فعالية هذه العملية.
الإبقاء على استمرارية بروتوكول كيوتو أمر بالغ الأهمية لسببين: أولاً، يضم البروتوكول عناصر هيكلية أساسية يجب أن تنعكس في بروتوكول عام 2015. تشمل هذه العناصر ميزانيات الكربون الإجمالية والوطنية، الأهداف على مستوى الاقتصاد، قواعد محاسبية موحّدة، الامتثال وفترات التزام على مدى خمس سنوات. ثانياً، كان من ضمن النتائج النهائية لمؤتمر دوربان ومن شأن اعتماده العام المقبل أن يحقق تقدماً في مساري الفريق العامل المخصص المعني بمنهاج ديربان للعمل المعزّز: أي المفاوضات بشأن بروتوكول عام 2015 ورفع مستوى الطموح على المدى القريب. واستناداً إلى دخوله حيز التنفيذ، ينبغي البدء بالعمل فيه بصفة مؤقتة في الأول من كانون الثاني 2013.
من جهة أخرى، يجب عدم نقل بعض العناصر إلى فترة الالتزام الثانية مثل اﻟ 13 غيغاطون من فائض انبعاثات مكافىء ثاني أكسيد الكربون المتبقية من فترة الالتزام الأولى. فهي لا تأتي بأي منفعة للمناخ وقد حان الوقت للتخلص منها. وعلى بولندا التي ستتولى الرئاسة المقبلة لمؤتمر الأطراف أن تقوم بدور قيادي الآن وأن تتوقف عن عرقلة جهود الاتحاد الأوروبي بشأن هذه المسألة.
غير أنه لا ينبغي أن تبقى العناصر الجيدة في بروتوكول كيوتو حكراً على الدول الأطراف في البروتوكول فقط. نحن نتطلع إلى مشاركة الدول “المتهرّبة” في مفاوضات العمل التعاوني على المدى الطويل لتثبت أنها لا تتهرب من المسؤولية. ويمكنها أن تقوم بذلك من خلال الموافقة على معايير المحاسبة الموحّدة وإعداد ميزانيات الكربون هنا في الدوحة.
2. واجهوا المسائل بشكل مباشر
يتعين على العالم في عام 2015 التوصل إلى اتفاق يصب في مصلحة المناخ. سوف تحتاج الأطراف إلى معالجة مسألتين حاسمتين: أولاً، ماذا يجب القيام به لتجنب تغير المناخ الخطير، وثانياً، كيف سنقوم بذلك؟
للمساعدة على الإجابة على السؤال الأول، من الأهمية بمكان الاتفاق في الدوحة على استعراض الهدف المتعلق بدرجات الحرارة على المدى الطويل الذي يركّز تحديداً على هذا الموضوع ويكون على نطاق ضيق ويتم ضمن إطار هيئة قوية.
نظراً إلى أن الإنصاف والطموح هما وجهان لعملة واحدة، يجب علينا أيضاً أن نبدأ بعملية تستغرق سنة واحدة لاستكشاف مسائل الإنصاف وتقديم التقارير إلى الفريق العامل المخصص المعني بمنهاج ديربان للعمل المعزّز في مؤتمر الأطراف التاسع عشر والسماح للفريق بتعميم التقدم.
وأخيراً، مواجهة هذه المسائل بشكل مباشر هو بمثابة مواجهة آثار تغير المناخ التي تحدث الآن. كما أن تناول مسألة الخسائر والأضرار أمر ضروري لطمأنة البلدان الأكثر ضعفاً أن آفاقها المستقبلية يتم التطرق إليها لمعالجتها.
3. قدّموا الموارد التي وعدتم بها
لن يحدث العمل الحيوي للتكيف مع تغير المناخ والانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون من دون توافر الموارد. لذلك، يجب أن يكون تحقيق الالتزامات المالية القائمة والتخطيط لتلبية احتياجات إضافية في صميم نتائج مؤتمر الدوحة. والالتزام بمبلغ 20 مليار دولار سنوياً على الأقل للفترة بين 2012-2015 هو الحد الأدنى من الخطوات الأولى المطلوبة.
ولكن بالإضافة إلى ذلك، على الوزراء التأكد من وجود نظام صارم لمتابعة تقديم كافة الأموال التي تم الالتزام بها وضمان أن تكون جديدة وإضافية وعدم نقلها بالخفاء من برنامج حيوي تشتد الحاجة إليه لتمويل برنامج آخر.
كما يجب الالتزام بعملية سياسية مهمة تضمن أن تزيد البلدان المتقدمة التمويل المخصص للمناخ إلى المستوى الموعود البالغ 100 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2020. يجب ألا نتعثر في التحليل الفني الذي لا ينتهي، فهناك بالفعل خيارات جيدة متاحة وكل ما يلزم لتحويلها إلى واقع ملموس هو الإرادة السياسية.
التمويل ليس إضافة إلى عملنا بشأن المناخ، بل هو الذي يدفع عملنا، وهو على الأقل يمنح ضحايا التغير المناخي فرصة للمكافحة والتكيف مع الآثار. يجب أن يكون التمويل في مركز اهتمامكم في المفاوضات الجديدة في إطار الفريق العامل المخصص المعني بمنهاج ديربان للعمل المعزّز.
4. كونوا طموحين!
أيها الوزراء، نحن نتوقع منكم زيادة مستوى الطموح في مجالي التخفيف والتمويل هنا في الدوحة. فقد تم الوفاء بهدف الاتحاد الأوروبي البالغ 20%، أما الهدف الأسترالي غير المشروط البالغ 99.5% فهو منخفض بصورة مخجلة، والولايات المتحدة تبتعد عن مجرد الإشارة إلى أي نسبة في النطاق العلمي المطلوب.
وفي الوقت نفسه، لا تزال إيكو بانتظار أن ترى رقماً واحداً فقط يتعلق بالتمويل لفترة ما بعد عام 2012. كخطوة أولى لتحسين هذا السجل البائس، يتعين على الاتحاد الأوروبي الاستماع إلى الوزير الألماني وزيادة هدفه إلى 30% هنا في مؤتمر الأطراف الثامن عشر.
لن تكفي نتائج الدوحة وحدها لإنقاذ الكوكب، فلا تعتقدوا أن عملكم انتهى عندما تصبحون على متن الطائرة في طريق العودة إلى بلادكم. لا تزال البلدان المتقدمة بحاجة إلى زيادة مستوى الطموح في مجالي التخفيف والتمويل بشكل كبير. فعملكم هنا لن يبدأ تقريباً بسد الفجوة في الطموح في أي من المجالين، وسوف تحتاجون أيضاً إلى الاتفاق هذا الأسبوع على خطة عمل عالية المستوى وتقنية للقيام بذلك في عام 2013.
لا يمكننا أن نضيّع المزيد من الوقت. البلدان كافة بحاجة إلى تمويل المبادرات لرفع مستوى الطموح، سواء في إطار الاتفاقية الإطارية أو خارجها، من الحد من مركّبات الكربون الهيدروفلورية إلى التخلص التدريجي من الدعم على الوقود الأحفوري. كما أن إيكو تنتظر بفارغ الصبر الإعلانات من مضيفينا القطريين ودول الخليج المجاورة بشأن كيفية مساهمتهم في الجهود العالمية.
أنتم هنا لوضع الأسس لبروتوكول جديد. ولذلك، يجب عليكم إرشاد مفاوضيكم لكي ينتقلوا في منتصف عام 2013 من تبادل الأفكار المفاهيمية إلى مناقشات ملموسة، مما يؤدي إلى وضع نص يجمع المقترحات المقدمة من مؤتمر الأطراف التاسع عشر. طرح الأفكار والبناء: هذا هو شعار إيكو! لقد أدّت إعادة انتخاب الرئيس أوباما والقيادة الجديدة في الصين إلى خلق احتمال للتغيير. دعونا نستفيد من ذلك في مؤتمر الدوحة وما بعده.
5. ترك الدول المتقاعسة وراءكم
لا يمكن للكوكب أن ينتظر البدء بالعمل. ومن الواضح أن بعض الدول غير جادة في مسعانا المشترك لمواجهة تهديدات التغير المناخي الخطير.
لا يمكننا أن ننتظر روسيا التي لن تحدد هدفها ولكنها تريد الحصول على “الأشياء الجيدة” المتوافرة، أي التمسك بحصص انبعاثاتها الزائدة أو الحصول على إيرادات من تجارة الكربون.
لا يمكننا السماح لكندا بأن تحدد الوتيرة، وهي التي فشلت في الوفاء بالتزاماتها بموجب بروتوكول كيوتو ثم انسحبت لتفادي العواقب.
وكذلك على نيوزيلندا اتخاذ خيار: هل هي جادة في حماية المناخ أو أنها ترغب في أن تكون عقبة في طريق التقدم؟ تخاطر هذه الدول بأن تصبح غير ذات صلة على نحو متزايد في حين أن المجتمع العالمي يعمل على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن منطق جديد في إطار الفريق العامل المخصص المعني بمنهاج ديربان للعمل المعزّز.
أيها الوزراء، نحن بحاجة إليكم لإنهاء العمل الذي بدأ هنا في الدوحة. يجب عليكم سد الفجوات وتقديم الأموال ومواجهة المسائل بشكل مباشر وتحديد مسار واضح للمفاوضات في إطار الفريق العامل المخصص المعني بمنهاج ديربان للعمل المعزّز. ثم عليكم العودة إلى بلادكم والبدء بالعمل والتنفيذ!