الطريق المؤدي للطموح

هل الانصاف هي فعلاً الطريق المؤدي للطموح ؟ جريدة “ايكو” هنا لتقول “من الأفضل أن يكون كذلك الأمر” .
من دون المنصف لن ينجح أي طريق آخر. مايعني أن أي طريق مختلف عن “العدالة” لن ينجح بما فيه الكفاية.
من دون المنصف قصة خفض من مستوى ثاني أوكسيد الكربون في المناخ ومرونة تأثير تغير المناخ علينا تكون قصة “قد فاتى الأوان” لأننا نكون تأخرنا جداً وعملنا القليل.
وكما يقولون العلماء بفارغ الصبر : ” انظروا، البنك الدولي أحبط مؤخراً تقرير : خفض الحرارة . نهاية هذه القصة هي فعلاً غير مسرة.

لنعترف إن السر الشائع الذي كلنا على علم به هو:
– أن “الاننصاف” ستشكل الطريق للطموح
أو – أن طريق الظلم سيشكل جدار عائق لنا من دون أي شك.
نحن نعلم كيف يمكن أن يحصل ذلك على الرغم من أن الولايات المتحدة تصر أنهم يناقشون ويدفعون بشجاعة لتخطي جدار السياسة الشمالية / الجنوبية الا أنهم نجحوا في خرق ما يعرف ب- CBDRRC ( مبدأ المسؤوليات المشتركة لكن أيضا المسؤوليات المختلفة على مستوى القدرات).
ولكن إلى أي حد؟
بالنسبة للأغلبية الساحقة لكل الأطراف هناك غياب للغة “الانصاف”، وذلك يؤكد ما هو مبان!.
في قاموس لغة المفاوضات نتساءل: هل لاحظت الولايات المتحدة أن التحرك يؤدي إلى ردة فعل ؟

لقد رفض رئيس البعثة الأمريكية المرفقات للنص في حجة أن قد “عفا عليها الزمن” وإستمر في الدعوة للتفريق وأخذ في عين الإعتبار الفروقات على مستوى الأحداث والقدرات والمسؤوليات لكل من الدول.
هذه الفكرة جيدة ولكن للأسف تربط العلاقة بين عدوانية الولايات المتحدة في المناقشات وحملتهم لمحاولة تدمير إتفاقية كيوتو في عام 1970. مع وصولنا إلى الدوحة ف”ايكو” ECO تتساءل عما إذا هذه الصورة المؤسفة هي على وشك التغيير.
مع إعادة إنتخاب الرئيس اوباما هناك مجال لإعادة صياغة الإستراتيجية العالمية والمخططات وطاقم البعثة في واشنطن.
لن يكون هناك فرص مختلفة قبل حلول سنة 2015.
وفي الوقت نفسه، الموقف جداً واضح. يمكننا أن نحقق ذلك من خلال ابداعنا في تفصيل مبادئ الإتفاقيات و أولها مبدأ CBDRRC ( مبدأ المسؤوليات المشتركة لكن أيضا المسؤوليات المختلفة على مستوى القدرات) على أساس نظام المبدأ العالمي الطموح الذي نحن بحاجة له.
فإذاً نعم استاذ ستيرن، نريد منهجية ديناميكية، منهجية تقود إلى أخذ في عين الإعتبار وقائع هذا العالم الخطير والمجنون.
وذلك للقول اننا لن نصل إلى حل دون منهجية ديناميكية عادلة على مستوى الاجرائيات والجوهرية وأن تكون مقبولة على نطاق واسع.

الى أين يقودنا ذلك الطريق؟ في هذا الوضع اليائس حيث الدول الغنية يجب أن تقوم في مسؤولياتها في سد ثغرات الإنبعاثات في المدى القصير! لحسن حظنا بإمكاننا الوصول إلى هذا الهدف من خلال إتفاقية قانونية وسياسية مبنية على الإتفاقيات الموجودة حالياً ولكن لن يحدث ذلك دون وجود حسن النية مابين المفاوضين. ويجب أن تتحقق الإلتزامات الموجودة حالياً. فعلى للمدى البعيد،سنحتاج إتفاقية جديدة.

لا يزال هناك وقت لإطلاق مجموعة الوصل للتحرك المعزز ADP بطموحات عالية ومشتركة، لكن بصراحة، الوقت المتبقي ليس طويلاً. ما نحتاجه الآن هو شجاعة وحنكة حقيقية. إدارة أوباما، في الجزء الخاص بها، كانت تفاوض لأجل نظام عادل بما يكفي ليكون قابلاً للتطبيق. و يجب على مفاوضي الـG77 أن يبذلوا المزيد من الجهدً. عندما نادى وزراء BASIC – أثناء كتابة إقرار سبتمبر بـ”جهد عالمي معزز يتم تطبيقه بعد 2020 تحت UNFCCC ، يحترم مبادئ الإنصاف والمسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة والتفريق بين دول Annex 1 والأطراف غير المدرجة في Annex 1″ لم يشيروا للانفتاح على توجهات جديدة وتوسعية لـ CBDR/RC.
بالنظر للوضع الراهن، يمكن تفهم تحفظه، لكنه لم يعكس نوع القيادة التي سنحتاجها في السنوات القادمة. ربما، بعد الدوحة، قيادة كهذه ستكون أخيراً على جدول الأعمال.
تنتظرنا مفاوضات صعبة، فكيف يمكن تنظيمها بالطريقة الأمثل؟ الإنصاف مهم بما يكفي ليحصل على مسار العمل الخاص به. لكن ان لم يحدث ذلك، نحن على ثقة أن مسار عمل رؤيتنا أو طموحنا– أو كلاهما!. بطريقة أو بأخرى، على المفاوضات أن تتم بأفضل الطرق، ولا يجب على أي طرف أن يعتقد أن بمحاولة إزاحته جانباً هو يقوم بعمل الواقعية الشاق الذي يُنكَر جميله.

نصيحة مجانية: لنناقش المبادئ أولاً وبعد الاتفاق على النقاط الأساسية (تلميح: النقاط التي لا غنى عنها هي الطموح، والقدرة والمسؤولية وحقوق التنمية المستدامة للفقراء) سنكون في موقع يسمح لنا بالتقدم. لا حوارات بلا منطق وقابلية للمقارنة. سنكون في موقع تقدمي في ممر الإنصاف، أو، أعلى سلم الإنصاف –وذلك عن طريق المؤشرات المؤدية إلى اتفاقات متماسكة ومتبادلة.
لن يتم حل الوضع بسهولة لكن لن يكون هنالك ثقة حقيقية أو دافع حتى يصبح الإنصاف معترفاً به، محترماً وجزءاً أساسياً من هذه المفاوضات. وهل لا تزال هناك ضرورة لقول هذا؟ ليكون هناك تقدماً حقيقياً على جبهة التمويل أيضاً. لأن هذا وهذا فقط ما سيترجم الأقوال والنوايا الحسنة إلى عمل قابل للتصديق. الأخبار الجيدة هي أن كل هذه الإنجازات هي بأيدينا لتحقيقها.